My Cart

Close

العالم الخارجي مرآة للعالم الذي بداخلك

New Nesmah

Posted on October 23 2018

العالم الخارجي مرآة للعالم الذي بداخلك

 


كيف تتعامل مع مدير عصبي سؤال وصلني ٣ مرات في اسبوع واحد. و بالنسبة لي، من اوائل الاسئلة التي تتكرر في نفس الأسبوع لذلك أردت أني أجاوب على هذا السؤال بسؤال.


هل فكرت يوماً ما ان العالم الخارجي ما هو إلا مرآة لما بداخلنا؟ ممكن يكون الأمر غير واضح لما يكون الشخص الآخر مسؤول عما يقوله او يعمله و لكنك انت المسؤول عن كيف ترى نفسك و كمية تقديرها. و الآن سوف اتعمق اكثر في هذا الموضوع الذي قسمته الى ٣ أقسام و سوف أوفيكم ايضاً بطرق الإستمرار في هذا الطريق.


كل ما هو بداخلك ينعكس في عالمك الخارجي


تكلمنا عن التوكيدات و الحديث مع ذواتنا و عندما نمزج هذه الفكرة مع فكرة ان العالم الخارجي ما هو الا تجسيد لعالمنا الداخلي نعرف ان يعطينا الله القوة لخلق الواقع أمامنا. سوف أوضح هذه الفكرة مرة ثانية. لو يأتيك شخص في الشارع و يصرخ عليك، انت لا تعرفه و لكنه رمى كل الطاقة السلبية عليك، الآن ماذا تفعل؟ اليس لديك خيار؟ في هذه الحالة تستطيع ان تجمع كل هذه الطاقات السلبية و تحملها معك خلال اليوم و تعكر مزاجك بها و ينعكس ذلك على طريقة تفكيرك خلال اليوم. أو ان تختار الحل الآخر و هو ان تعذره و تترك ما رماه يلتقطه هو و يتصرف به. نعم اريدك ان تتصور الطاقة السلبية ك غيمة رمادية، و قرر لنفسك هل سوف تحملها على ظهرك أو انك سوف تطنشها و تمشي عنها ليتصرف بها صاحبها؟


الآن السؤال كيف لأفكاري ان تجذب إلي أناس سلبيين او يعاملوني بطريقة سلبية؟ نرجع الى قوة الكلمة و قوة التفكير و قوة التصور. عندما الشخص يتحدث مع نفسه من غير وعي، يلتقط أفكار الآخرين في عقله. أو ايضا ممكن هو ان يضع أفكار سلبية في عقله مثل (( أنا لا استحق…)) و غيرها من العبارات المدمرة للنفسية. و بهذه الطريقة يشتغل العقل اللاواعي لتجسيد هذه الأمور في حياتك لأنك زرعت تلك البذرة في عقلك. و لكن عندما تختار و بوعي ان تزرع أفكار إيجابية يشتغل العقل على تجسيدها في الواقع و عليك انت ان تصدق هذه المواقف الايجابية التي تظهر أمامك. فعندما تأتيك هدية أو ترقية أو حتى فرصة عمل لا تقف في طريق نفسك الى الاستحقاق بل و راجع الأفكار الإيجابية التي زرعتها بنفسك.


طاقة الحب تقتل كل شيء سلبي و تحوله الى طاقة محايدة


الشخص الناضج روحياً يتجاوب بطاقة محبة، لذلك الطف بالشخص السلبي الذي أمامك لأن الحب يعمل معادلة بين السلبي الذي يظهر من الطرف الآخر و الايجابي الذي يظهر منك حتى تصبح الحالة في حياد. لا داعي ان نزيد المشاعر المنخفضة بالمزيد من الغضب بل ان نرتقي الى الحب.


غالباً الشخص السلبي يكون منجذب الى استحواذ السيطرة و السلطة. و تعاطفك معه يمكن ان يسبب لتلك المشاعر عدم الاتزان في رغبة السيطرة عليك.

احتفاظك بالسلوك الايجابي و التعاطف معه سوف ينتج منه التعثر و لن يعرف كيف يتجاوب مع تلك المشاعر العليا التي وجهتها إليه. فقد يتركك لوحدك او ان هذا الموقف سوف يلهمه الى ان يصبح اكثر ايجابياً في حياته.


و تذكر ان لكل شي سببه، فكل انسان يمر في ظروف و لا احد معصوم من المشاكل، الفرق هو طريقة التعامل. يمكن ان هذا الانسان يمر في ظروف لا يعرف كيف يتصرف فيها مثل مشاكل عائلية او موت شخص مقرب او حتى انه الى اليوم لم يعرف كيف يتغلب على طفولته القاسية. و عندما ننظر الى ذلك الشخص من خلال عدسات وردية سوف ننشر المحبة في حياتنا و نستطيع ان نتعامل مع امور اكبر و من خلال هذه الممارسة نستطيع ان نرتقي و تفتح لنا ابواب الوفرة و السلام.


و لو ان الحب و التعاطف في بداية ممارستك لها سوف تواجه الرفض في البداية الا ان الله لا يضيع الاعمال الطيبة و تؤجر على اختيارك لهذا الطريق المسالم. ابتسم، صافح و سامح.


انت في تطور بشكل معنوي، روحي و نفسي


اكبر هبة تحصل عليها بتعاملك بالحب هي هبة التطور الروحي لك و تقربك من الله في النضج الروحي و المعنوي و النفسي. لا تقف في طريق نفسك لهذا التطور بالعناد او اللامبالاة، و استوعب ان كل موقف تمر فيه مرآة او اختبار. استمتع و لتعرف اذا نجحت ذلك الإختبار سوف يأتيك نفس الموقف او موقف من نفس الدرجة و لو نجحت سوف تلاقي نفسك انك قد ارتقيت و استطعت ان تلبس العدسات الوردية و تشاهد بها العالم.


جميعنا في رحلة النضج و جزء منها هي نشر المحبة و استقبال تلك الطاقة العالية. و عندما تقرر التطور و تعيش في استقبال تستطيع من خلال هذه الأفكار و الحالة العليا تخدم نفسك و بخدمتك لنفسك تخدم الآخرين تلقائياً، نحن لا نشعر بالأثر المضاعف لهذه السلوك الجميلة و لذلك علينا ان نثق فيها حتى نستطيع ان نشاهدها بأنفسنا.


كيف أستطيع ان أمارس سلوك يقربني الى النضج


الدعاء يساعد كثير، لا تنتظر حتى تكون على سجادة الصلاة لتدعي، اغتم الفرصة في اي وقت و استخدم الدعاء للآخرين كوسيلة لتصل الى النضج الروحي. فجميعنا نريد السلام الداخلي و لكن ليس الكثير منا يريد ان يعمل للوصول اليه. لذا ادعي لنفسك و للآخرين.


الطريقة الثانية هي ان تتفاعل مع ناس طيبون و يحبون الخير لك. لو كانت دائرة صداقاتك لا تناسبك او تحسسك بمشاعر دنيئة اختر ان تخفف الإختلاط بهم و اختار ان تختلط فقط مع الناس الذين يريدون لك الخير في كل الأحوال.


الطريقة الثالثة هي التنظيف من الطاقات المترسبة سوف تتعجبون من أثر التنظيف سواء كان ملموس مثل الدواليب و غيرها من أغراض الى التنظيف الغير ملموس مثل الاستحمام بالملح او الذهاب الى البحر او المشي في الطبيعة.


الطريقة الرابعة و الأخيرة هي المواضبة على إختيار افكار و كلمات ايجابية حتى ينعكس الخير الذي بداخلنا في عالمنا الخارجي.


استرجع قوة ردة فعلك و راجع افكارك


الان تعرف ان العالم الخارجي ما هو الا مرآة لعالمنا الداخلي لذلك اختر افكارك و اختر ان تتعاطف مع الناس السلبية لانهم لا يعرفون كيف يوجهون تلك المشاعر المترسبة. اختر طاقة الحب لترتقي و تتصل بخالقك. و اليك مني هذا النشاط الذي سوف يساعدك على تأمل و تنظيف الأفكار التي بداخلك و سميته، تأمل باطني.


استمتع في تأمل أفكارك و لا تجعل الأفكار السلبية تتغلب على طريقك نحو التطور، ان لم تستطع إكمال النشاط في يوم، استمر فيه لمدة ٣ أيام الى إسبوع حسب إحتياجك له و سوف ترى الإيجابية تظهر أمامك و عالمك الملموس.




0 comments

Leave a comment

All blog comments are checked prior to publishing