التغلب على القلق و العيش في اللحظة
Posted on November 07 2018
كثير ما يواجه الإنسان أمور تختبر حالة السكون التي يريد ان يصل اليها. الشعور بعدم الأمان، التخطيط و من بعدها التسويف، التوكل الذي كلما ايقنت انك متوكلا يأتيك شيئ و يبعثر هذه المشاعر السليمة.
في هذا المقال سوف ابدأ في توجيهك نحو السلام الداخلي، حتى تعيش في اللحظة، و لكن ملاحظتي هي انك تطبق ما أشاركه معك لأنني سوف أوفيك ب ٣ طرق و أيضا ورقة نشاط تساعدك على الوصول لهذه النقطة الجميلة حتى تستشعر المشاعر العليا أكثر و تعرف كيف تصل اليها عندما تكون في حالة قلق.
بالنسبة لي، كنت أعاني من القلق الشديد لدرجة ان يومياتي لا تشبهني، كانت حياتي تطلب مني المواجهة و لكنني أردت فقط ان أتقوقع في غرفتي، هذه المشاعر السفلية أثرت بشكل كبير على علاقاتي و اثرت سلبا ايضا على اهم علاقاتي و هي علاقتي بنفسي و بربي. كنت عندما أخرج مع صحباتي بحكم اني "أغير جو" ابحث عن أقرب بوابة حتى أشعر بالأمان، ترى اين كانت ثقتي بنفسي و بربي؟
نحن كبشر على عرضة الى العناصر السلبية و لو لم نقوي أنفسنا من الداخل لن نستطيع مواجهتها
هذا يعني انك ترد كل شي يبعدك عن العيش في اللحظة و التأمل الايجابي. لو سألتني في ذلك الوقت هل كنتِ تتأملي سوف أرد بنعم، كنت أتأمل على الألم و كنت أجذب كذلك المزيد من الألم بمشاهدة الأفلام التي لديها قصص مؤلمة، مسلسلات و استمع الى الأغاني التي فيها يعاني المغني و الشاعر في التعبير و التغلب على صدماتهم الخاصة و لكن قررت يوماً ما ان هذا الأمر يجب عليه ان يتوقف، لماذا؟ لأنني عانيت في استحقاقي، ففي ذلك الوقت كنت مصممة أزياء و لم استطيع الا و ان اضغط على نفسي حتى ألبي الموعد النهائي لتسليم التصاميم، الهواية الجميلة التي كانت تجعلني اشارك الإبداعات التي في داخلي مع العالم اصبحت عبئ كبير لا أريد ان اتبناه. و النوم الذي يجدد الخلايا في جسمي و يقوي مناعتي صار في حالة أرق، الأهل و الأصحاب اصبحوا مجرد أشخاص في حياتي و فقدت الإستشعار بهم حتى أصدرت أمر الى ذاتي ان على هذا الشي ان ينتهي. كيف لي أن أضيع حياتي على القلق، و لا أوفي رسالتي الحياتية؟ و كيف ان أكون انسانة ناجحة بهذه العقلية السامة؟ هذه الأسئلة أثارت في داخلى الأجوبة و بدأت في ٣ أمور استخدمها حتى اليوم و التي وصلتني الى ما انا عليه الآن، فعلاقتي بنفسي أعز علاقة و اجملها لأنها تقربني من ربي و علاقاتي مع أسرتي و أصحابي يتجدد فيها الحب و العطف يومياً لذلك حبيت أشارك هذه الطريقة معكم و تأكد انك انت ايضاً تستطيع ان تتغلب على القلق المفرط.
دعوني أشارك معكم الطريق الى العيش في اللحظة بهذه المفاتيح الثلاثة:
الإمتنان
ما هو الإمتنان و ماذا يفعل؟ الإمتنان هو استشاعر الخير الموجود حالياً، يمحي التذمر و القلق بكل سرعة لأنه يجعلنا ان نفكر فيما لدينا الآن، الاستشعار به او استخدامه. الإمتنان هو الطريق الذي يوصلك الى الحياد اما القلق فهو من المشاعر المنخفضة فكيف لشخص ان يصل من القلق الى السلام؟
لا يستطيع ان يقفز من مرحلة الى ثانية بل عليه ان يصل الى حياد و من ثم الى المشاعر العليا كي يستطيع ان يبقى فيها أطول و ان راودته مشاعر القلق مرة ثانية يعرف الطريق. صحيح ممكن ان نقفز مرات و لكن المعادلة هي في الحياد و من ثم الى المشاعر العليا.
كيف يستطيع الشخص المتذمر او الشخص الذي يكون في حالة سلبية يمتن الى حالته الحالية؟ أولا يجب علينا ان نعرف ان كل ما نحن عليه الآن من مشاعر هو بسببنا لأننا لدينا قوة الاختيار في كيفية هضم المواقف التي نعيشها و هنا تكمن الصراحة، لو أحببناها ام لا لأن في كل حالة يوجد شيء إيجابي، لذلك في ورقة النشاط جهزت لكم ٤ خانات للامتنان لو استطعت ان تعبيها يومياً لمدة ٥ ايام سوف تختفي مشاعر القلق عندك و من ثم عليك ان تقرر ماذا ستفعل بهذه الحالة الحيادية او الايجابية التي انت أنت عليها الآن و هذا يوصلني الى العنصر الثاني وهو الدعاء بوعي.
الدعاء بوعي
الدعاء بوعي و بإستخدام اسماء الله الحسنى يرفع ذبذبات الإنسان و ينظف الهالة. تذكر ان جميع الذي تدعي له و حتى الدعاء للأشخاص سوف يرجع لك لذلك كن واعياً لما تدعي له و اسهل طريقة هي بالسؤال. هذه الطريقة مرسومة لكم في مدونة الوفرة و هي استخدام اسماء الحسنى لنصل الى الحالة التي نريدها. مثال لو كنت في قلق، ما الذي تبحث عنه؟ بالتأكيد هو السلام و السكون فهنا استخدم اسم الله السلام. و لو كنت قلق لأنك في حالة عدم استقرار بسبب العمل او الوظيفة، استخدم اسم الله الرزاق و امتن له بما رزقك اليوم من علم، علاقات جيدة و مفيدة أو ايضا الكتب أو هذا المقال الذي تقرؤه الآن ف كل هذه الطرق توصلك الى المزيد من ما أنت عليه الآن. لو كنت قلق من آلام عميقة، استشعر رحمة الله و امتن لها و سوف يقربك ربك الى الحلول الصحيحة. توكل و كن واعياً لما تطلبه.
المراجعة اليومية
العنصر الثالث و الأخير هو المراجعة، في مدونة الوفرة نراجع الأفكار و المواقف يومياً و تأكد ان كل شخص ناجح في حياته و يعيش في سلام يراجع المواقف و الأفكار التي مر بها خلال اليوم وليس مجرد مراجعة بل و الإدراك و التصليح للمواقف.
مثال، لو انتهى يومك و أويت الى النوم، راجع نفسك بهذا السؤال ((ما هي الأشياء التي فعلتها اليوم واستطيع ان احسنها؟ و ما هي الأشياء التي فعلتها و اعجبتني؟)) لو كان في موقف استطعت ان تتصرف فيه بطريقة مختلفة مثلا لو كنت في قلق أو عدم الإتزان و الأفكار مفرطة تسببت الى تعرقل حاجة معينة، تخيل نفسك في ذلك الموقف مرة ثانية و لكن تصور نفسك تعمل الشي الصحيح بالنسبة لك، هكذا يتعلم العقل الباطن التصرفات الصحيحة التي انت ترسمها له بوعي.
الطريقة الثانية هي في الأسلوب الكتابي، ان تتذكر الموقف الذي تود ان تعدله ثم تكتب طريقة لتصلحها و هذه ايضا موجودة في مدونة الوفرة بشكل يومي.
المراجعة ليست محصورة للأيام فقط بل و لكننا حتى نعرف اين كنا و اين وصلنا، علينا ان نراجع انفسنا بشكل شهري، او كل ٣ الى ٦ شهور. هكذا نتعرف و نواجه نقاط الضعف لنصلحها و نتعرف على نقاط القوة حتى نكبر الإستحقاق لدينا.
بهذه الطريقة تعرفت على مفاتيح عيش اللحظة الثلاثة، الإمتنان و هو يفتح لك باب الوفرة و الحياد. مفتاح الدعاء بوعي الذي يفتح لك ابواب الوعي والاتزان بإستخدام اسماء الله الحسنى و العنصر الأخير المراجعة التي تفتح لك ابواب الاستحقاق و تضم جميع هؤلاء العناصر في خلاصة متكاملة.
3 comments
السلام عليكم
شكرا على طرحك لتجربتك الملهمة
اعجبني الجزء المتعلق في الدعاء باستخدام اسماء الله الحسنى
نويت الحصول على المدونه باذن الله
استمري
السلام عليكم
شكرا على طرحك تجربتك
اعجبني الجزء المتعلق بالدعاء بوعي باستخدام اسماء الله الحسنى شعرت باني اريد مراجعتها وتدوين اسماء معينه واضافتها لاورادي
انوي الحصول على المذكرة باذن الله 👍🏻استمري
The article didn’t receive